لماذا الرقص ؟
لطالما كانت الموسيقىٰ إحدى البوابات إلى عالم الخيال ، ذلك النسق الذي يحرك أجسادنا و شعورنا ، أنا راقصة عندما عندما أستمع إلى أنغام الموسيقىٰ .. جميعنا راقصون !
الرقص بالنسبة لي _كما يقولون في اللغة الإنجليزية_ ”my guilty pleasure ” ، أحببته منذ الصغر ، أتذكر أبي وهو يعلمني كيف اكتشف الإيقاع ثم أتمايل و أتناغم معه ، لا زالت ذكريات الأناشيد والحركات المنظمة التي أديتها أنا وقريباتي عالقة في ذهني ، كنّا نتدرب عليها في فترة قياسية ثم نستعرضها في ظل هُتاف وتشجيع العائلة .
عندما كبرت وأصحبت امرأة بالغة _كما يقولون _ أصبح الرقص فجأة من المحظورات ، و ليس لنا الحق إلا في الرقص التقليدي المتعارف عليه في المنطقة ، في الأعراس يكون الرقص نوع من أنواع العرض حيث تقوم الأم بالصراخ : هنا عذراء ، هل من خطيب !
كل تلك القيود لم تناسب ذائقتي ، اكتشفت الهيب هوب أولاً وأنا في سن الثالثة عشرة ، أعتقد أني وجدته ثورياً .. وخلاقاً ! إيقاعات مختلفة ، ولغة مختلفة ، مشاعر جديدة .. وطبعاً رقص مستحدث .
من المؤكد أنه عندما تتغير موسيقاك ستتغير طريقة رقصك ، وذلك تبعاً للإيقاعات ..
تساءلت الان بعد أن قطعت شوطاً طويلاً في الاغتراب ..
لماذا نرقص ؟
بحثت طويلاً ولم اخرج الإ باستنتاج وحيد هو : أن نشأة الرقص معقدة وقد لا نتمكن من فهمها مطلقاً ، وأن النظام العصبي المسؤول عن اللغة هو نفسه المسؤول عن الرقص !
يعني أن الرقص نوع من أنواع التعبير !
نضمر نحن البشر الكثير من الرغبات و المشاعر ، نكبح جماح أنفسنا ؛وذلك حتى نشعر أننا ننتمي إلى مجتمعاتنا ! قد يكون الرقص متنفس لتلك التطلعات الغائرة !
قد نكون ببساطة نحلم ! وعندما نرقص نتخيل أنفسنا قد سافرنا إلى المكان والزمان الذي نريد ! قد أكون أزفن في بلدي الأم ، أو أرقص السالسا في بورتو ريكو ، السوينغ عام ١٩٤٠، الآن أنا أفقز قفزة عالية من سان بطرسبرغ إلى مالانهاية !
أني أجلب العالم إلى غرفتي الصغيرة !
قد نكون تعساء ، أو أنهكتنا تكاليف الحياة ، أو خذلتنا الظروف ، قد تكون الموسيقى و الرقص تعزية لحظية ممتعة !
على الرغم من الاحتقار الذي يواجهه الرقص في مجتمعاتنا حالياً .. إلا أن الناس لم تكف عنه قط ؛ لأن الموسيقىٰ لغة العالم .. والرقص تعبير عن مكنونها !
تعليقات
إرسال تعليق