تباعد




مرحباً 

ها أنا وحدي هنا، أكتب عما يحدث في حياتي المترعة بالخيبات، لم أكتب منذ فترة؛ بسبب الشتات الذي أصابني.. 

أكتب الآن وزيت جوز الهند على شعري محاوِلةً الحفاظ على مظهري حتى لا ينبثق اليأس من هذا الجسد الأهيف، كل هذا الاهتمام بالمظهر ماهو الا تورية! 


لم يحدث جديد خلال الجائحة سوى أني شعرت بتعزية أن الجميع سيشعر بالعجز كما أشعر، مثير للشفقة أليس كذلك ؟ 
الجمع في حالة استنفار بسبب الفايروس توقفت الحياة بسببه،أصبح الناس مهووسون بفكرة التباعد وكأننا في حاجة الى مزيد من البون !

ظهرت سذاجة البعض ساطعة مع هذه الجائحة فقالوا: اقعدوا في بيوتكم أيها العمال بسببكم انتشر المرض ، متجاهلين ببلاهة  أن البعض ليس لهم سوى قوت يومهم !
منهم  ظهر معدنهم الأصيل ومنهم من انقشعت رعونتهم، وبذلك رأيت تمثيل حقيقي لمقولة: (( إذا لم يكن هناك خبز للفقراء دعهم يأكلون كعكاً)) 


تمنيت لو كنت لبوة في البراري ، نجمة في الفضاء ، تحفة في منزل برجوازي ، أي شيء غير أنني إنسان قادم من العالم الثالث ، كونك إنسان بحد ذاته تحدي، وكونك قادم من أقصى الجنوب يجعل حياتك مسرحية تراجيديا ! 

لم اكن يوماً راديكالية؛ لطالما كنت منفتحة ،زاد انفتاحي عندما رأيت أفراد من الغرب يتبرعون لليمن السعيد، وبذلك سأضع عروبتي في مؤخرتي ! وسأصلي باتجاه الإنسانية! 


حزينة جداً على حالي ، وحال قومي ، وحال بلادي ! 
قومي قوم تأوه ، لا يقدمون يد العون لأنفسهم لا يقدمون سوى الشماتة بالإخلاء ! 

مستاءة على إمكاناتي المهدرة ، على حلمِي الضائع ، على أناشيد صُيرت ضوضاء ..
 مبتئسة على مبادئي التي ليست سوى قانون جامد ، لا وجود لها في عالم الحقيقة، هي موجودة فقط لتجعلك تعيش في كمد! 


أنا فقط مستاءة ، ولا حول لي ولا قوة ! 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لن أبحث .. هكذا قررت

عالقة في الرابعِ و العشرين