ماذا حدث في ٢٠١٩ ؟




والآن مع نهاية سنة ٢٠١٩،أسطر هنا خاتمة هذه السنة و خلاصة تجاربي .. 

في بداية هذه السنة قررت كتابة أهدافي في الملاحظات وأن أراجعها بين فترة وفترة حتى لا أنساها ، متفائلة ومتحمسة ومنفتحة لكل الخيارات في الحياة، قررت أن أنشر أفكاري المتواضعة و أن أتحدث مع العقول، و أن أناقش المواضيع التي كانت محظورة ، قررت أني جادة في الدخول في علاقة زواج ؛ لأني شعرت أني جاهزة لهذا القرار وأني أتفهم حاجاتي العاطفية والنفسية ،قررت أن أبحث عن وظيفة لكسب الخبرة المطلوبة في القانون حتى أعمل بعد ذلك في شركات المحاماة التي أحلمُ بها، قررت أن أكون جريئة وأحاول التخلص من الماضي .. قصصت خصلات شعري العذراء لأول مرة مئذنة بذلك أني امضيت قدماً .. قررت أن أختبر حدودي و أوسع آفاقي بالحدود التي تسمح بها البقعة الجغرافية التي أعيش فيها وحالتي المادية المحتضرة ، فقط قررت أن استمتع بالحياة كما تجب أن تكون ، وأن أذكر نفسي أني قد أموت غداً أو أصاب بمرض ما يقطف زهرة شبابي! قررتُ أن أعيش ! 

تجربة عمل أولى 
كانت سنة كشروق الشمس .. بددت ظلمة الغسق، سنةٌ فتية مملوءة بالأمل، بطريقة غير متوقعة حصلتُ على تعاون في أحد المكاتب .. أحسست بأني طفلة في أول يوم لها في المدرسة ، عالم جديد لا علم لي بظلمته و نوره ! الكثير من التساؤلات عن نوايا الأشخاص الذين أمامي .. تساءلت : هل حقاً أريد أن أفني عمري في هذا المكان ؟ أم أنها محطة ! 

في هذا المكتب تعاملت لأول مرة عن قرب مع الجنس الآخر ، كيف هو الجنس الآخر ؟ غريب هو الجنس الآخر! 
لماذا ينظر كذا ! ماذا يريد ؟ هل هو مهتم ! ماذا ماذا ….  ! 
شعرتُ بضغط كبير! كيف أستطيع أن أحافظ على مبادئي .. شعرت حقاً أني إنسان حر؛ لأني على مفترق الطريق .. اختيار مبادئك أم هوى نفسك ! 


رأيتُ حقاً معنى أن تولد وفي فيك ملعقة من ذهب، كيف تستطيع أنت الشخص البسيط أن تتحمل كل شيء في سبيل النجاح! 

أيقنت أن الأغلب وحتى المليء منهم يريد خدماتك بدون مقابل لجهدك ! وكأنك لم تفني ستة عشر عاماً من حياتك حتى تأكل لقمة عيش كريمة ! 

تعلمتُ و امنت ..
حتى تصل عليك بالصبر، وأن تخطو خطوات صغيرة للهدف! لا شيء يأتي مرة واحدة! 
أن لا أقدس الأسماء ففي النهاية هي تحمل وراءها بشر خطاؤون! 
ألا تستأمن أحداً ابداً .. 
أن تطالب بحقك بصوت قوة !
أن تذكرّ الشخص الذي أمامك أنك ستنقض عليه ! 






هل تعلم الجزء المخيف في القفز من مرتفع ؟ 
القرار الأولي .. 
عندما تقف على الحافة هو الجزء المخيف ! 
لقد دفعني المدرب .. ولولا تلك الدفعة الواهنة لظللتُ واقفة على الحافة إلى يوم يبعثون !
تشعر في ذلك الوقت بالحماسة و الخوف والغباء في آن، 
متحمس للقفز، وخائف متحولاً من إنسان يفكر الى حيوان يشعر بالخطر،وغبي؛لأنك قررت بإرادتك المنفردة المخاطرة بحياتك دون سبب واضح!
تتوتر أعصابك وقلبك يخفق بشدة ،وهاهي دفعة المدرب ..
 ووووب .. أنت في الهواء!
 تفتح عينيك ترى كل شيء بزوايا جديدة بمنظور 
المتحرك لا الثابت ! 

أنت على الأرض ! 
اممم لم يكن ذلك سيئاً البتة ! 

بالنسبة لي ذلك مثل القرارات المصيرية.. مجهولة ومخيفة ولابد فيها من المخاطرة حتى تعلم .. أن مخاوفك العظيمة لم تكن سوى أوهام صغيرة! 

أعتقد أنها كانت تجربة وجودية! استمتعت بها وارغب في تكرارها ولكن من مرتفع أعلى هذه المرة ! 




حس موسيقي أم ابتذال ؟ 
حضرت خلال هذه السنة أول " كونسرت" في حياتي .. 
الحقيقة لقد كان كارثي! 
أن كنت لا تعلم عن خلفيتي فأنا مهووسة بالموسيقى بكل أنواعها وأجناسها ! كل موسيقى العالم موسيقاي ! 

لقد كان سيئاً ومبتذلاً !
شعرت أنني لا أنتمي لهذا المكان وأنا التي ظننتُ أني سأنتمي ! 
شعرتُ بالعار ! لا تعتقد يا عزيزي أنها مبالغة ! لقد شعرت بالخزي أني شهدت هذا النوع من الابتذال! 
رأيتُ معنى أن تكون عبداً لشهواتك، أن تكون حيواناً ! 

علمتُ أنني أنتمي بالمجمل الى الأدب ، الفن ، الرقص التعبيري الراقي ، الى الموسيقى الحقيقة التي تخاطب النفس! وإن كنتُ تفصيلاً استمتع بالقليل من السخافة لا الكثير منها ! 

قررتُ بعدها أن ذلك " الكونسرت" الكارثي تجربة استكشافية لا أحبذ تكرارها مرة أخرى. 


وكان هذا مجمل عام ٢٠١٩، و سأسميه عام الانطلاقة








تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لن أبحث .. هكذا قررت

تباعد

عالقة في الرابعِ و العشرين